ابتهالات من وَحي عيد ميلاد العذراء مريم
نّ الآب الذي أعطانا ابنَكِ العظيم فادياً ومخلّصاً، قد وهبَكِ لنا، يا مريمُ يا المجيدة، أُمّاً وشفيعةً ونصيرة، تعطِفُ علينا وتردُّ لهفتنا، وتُساعدنا على محاربة الشرّ. ولذلك نحنُ جديرون بأنّ نُكرِّم يومَ ميلادِكِ المجيد مقدِّمين الشُّكر الأتمّ ِللإلهنا العظيم، على هذه الهِبة التي لا يِفوقها شيء فبكِ يا والدة الإله، ارتفعت طبيعتُنا إلى قِمَّة المجدِ والشرف.
أيّها الآبُ الغنيّ بالمراحم، أهلّنا في عيد مولد العذراء مريم الكليَّةِ القداسة التي منها طَلَعَ الخلاصُ على البشر أن نرفعَ لك التسبيح ونُعظِّمّكَ على العذراء التي وُلِدَ منها الابن الإله وزيّنها الروح القُدس بكُلّ النِعَم والبركات.
لكَ المجدُ أيّها الآبُ، الذي أردَتَ العذراء أُمّاً لوحيدِكَ وتحقيقاً لمواعيدِكَ، يا مَنبعَ كُل خير لقد استجبتَ صلاة والدَيها يواكيم الشيخ وحنة ورزقتهما مريم التي يتغنّى بها الكتاب المقدّس ويُناديها : “كُلًّكِ جميلة ولا عيبَ فيكِ”
لكَ السجود أيّها الابن ُ، يا شمسَ البِرّ الذي أشرَقتَ السعادة على شقاء أرضنا لمّا تجسَّدت من البتول القديسة، أنتَ أردتَ أن تخضعَ والدتك لشرائع الطبيعة بولادتِها ولنِعمة الفداء ببراءَتها من كُل دَنَس الخطيئة ،فكانت السراج والمنارة لجميع الذين يؤمنون بكَ.
لكَ التسبيحُ يا روحَ الحكمة والعِلم الذي أَفهمنا كلام المسيح بمولد مريم فأدركنا أنَ عظمة إيمانها تُضاهي عظمة أُمومتها، هي التي كانت تسمع كلمة الله وتحفظها في قلبها، وتعمل بها طوالَ حياتِها فاستحقت أن تكونَ لنا المَثَل والمثال هي إمرأة الصمت والإصغاء .
الشُكر لك أيّها الثالوث لأنّك أعطيتَ الكنيسة أن تحتفِلَ بتذكار مولد مريم، بارك بشفاعتها وصلوات والدَيها يواكيم وحنّة كنيستنا الكلدانيّة، ولتُكن لها مريم العذراء رفيقة ومُرشدة.