تمازجت لغة البقاء بلغة الوطنية، في كنف أبرشية بيروت الكلدانية، حين علا ذاك الصوت الطفولي الملائكي الذي نادى بمبدأي البقاء والثبات رغم قساوة الأيام.
عبارات طبعت حفلة تخرج الأطفال العراقيين الذين تلقوا علومهم الأولى في مدرسة مار توما الرسول التابعة لأبرشية بيروت الكلدانية.
افتتح احتفال التخرج بالنشيد الوطني اللبناني والعراقي وبرعاية رئيس الكنيسة الكلدانية في لبنان المطران ميشال قصارجي، وبحضور المونسنيور روفائيل طرابلس، والاب يوسف خالد ومدير مركز سيدة الرحمة الالهية الشماس رفائيل كوبلي والاخت سعاد وذوي الطلاب بالاضافة لممثلين عن جمعية القديسة رفقا لأعمال الخير.
وسط أجواء من الفرح، وعلى وقع النشيد العراقي، بارك المطران قصارجي دخول موكب الأطفال الذين ارتدوا أبهى حللهم، ليكتسي حفل التخرج الطابع الروحي والوطني.
على مدار ساعتين، تفاعل الحضور مع رقصات وأغاني الأطفال الملائكية، منشدين للسلام ومتعطشين لبلد السلام” العراق”.

وتحدث المطران قصارجي بلغة مؤثرة جاء فيها:
” يعجز اللسان عن التعبير عما يختلج في داخلي من فرح ورجاء كبيرين، عندما أرى أجيال المستقبل، ترتدي قبعات التخرج منذ نعومة أظفارها، لتنبىء بقيامة مشعل العلم والتربية، رغم عتمات الدهر والتهجير القاسي.
وأوضح، أنه مهما حاولوا ان يرهبوننا ويدمروا بيوتنا في العراق، فنحن نحاربهم بسلاح العلم والثقافة لأنه السلاح الأقوى والمنتصر، هذا السلاح الثقافي ما كان ليشهر لولا صبر الأهالي وحكمتهم، وتعامل الٱباء الكهنة مع الطلاب والأساتذة وكل من ساندهم، ليبقوا راصين الصفوف، رافعين رؤوسهم بشموخ واعتزاز”.
بعد ذلك، سلم المطران قصارجي والٱباء الكهنة والأخت سعاد، الشهادات على الطلاب، وجرى رمي القبعات وقطع قالب من الحلوى، والتقاط الصور التذكارية.